قالت الصين إن أول محطة لها لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية بدأت عملياتها هذا الأسبوع في خطوة تستهدف رصد التغيرات في أنتاركتيكا وتعزيز الاستجابة العالمية لتغير المناخ.
وتسعى الصين، على غرار الولايات المتحدة، إلى تعزيز وجودها في القارة القطبية الجنوبية والقطب الشمالي لاستكشاف الموارد الطبيعية في القطبين.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن هيئة الأرصاد الجوية الصينية قولها إن محطة تشونغشان الخلفية الجوية الوطنية الصينية ستجري "ملاحظات تشغيلية مستمرة وطويلة الأجل لتغيرات التركيز في مكونات الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية".
وتقع المحطة في منطقة تلال لارسمان شرق أنتاركتيكا.
وقال دينج مينغ هو، مدير معهد التغير العالمي والأرصاد الجوية القطبية التابع للأكاديمية الصينية لعلوم الأرصاد الجوية، إن المناطق القطبية تعتبر بمثابة "مكبرات الصوت" لتغير المناخ العالمي.
وأضاف أن بيانات المراقبة التي ستجمعها المحطة ستكون ذات "مزايا جغرافية فريدة وقيمة علمية" وستساهم في دراسة تأثير الأنشطة البشرية على البيئة.
وفي فبراير/ شباط، افتتحت الصين محطة أبحاث علمية في منطقة بحر روس بالقارة القطبية الجنوبية. كما أن لديها خمس محطات أبحاث أخرى في أنتاركتيكا تم بناؤها بين عامي 1985 و2014.
ووفق أحدث دراسة عن تأثير تغير المناخ على القارة، فإن الجليد البحري في القطب الجنوبي "أنتاركتيكا" انخفض إلى مستوى قياسي خلال 2023. انخفاض الكتلة الجليدية الأضخم جاء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ولا يوجد حل سريع لعكس الضرر الذي حدث.
وأشارت الدراسة إلى انخفاض الحد الأدنى للغطاء الجليدي الصيفي في القارة، والذي انخفض إلى أقل من مليوني كيلومتر مربع (772،000 ميل مربع) لأول مرة منذ بدء مراقبة الأقمار الصناعية في عام 1978، إلى مستوى منخفض جديد في العام الماضي.
توقعات متشائمة يتبناها بعض علماء المناخ لتأثير ذوبان جليد القطب الجنوبي بمعدلات متسارعة ليس أقلها انهيار الجرف الجليدي، وانخفاض الجليد البحري وفقدان جانب كبير من ذلك الخزان للمياه العذبة الطبيعي على الكوكب.
وحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "فرونتيرز" تقول آنا هوغ، الأستاذة في جامعة ليدز وأحد المؤلفين المشاركين في الدراسة مشيرة غلى ذوبان طبقات الجليد "سيستغرق الأمر بالتأكيد وقتا طويلا حتى لو كان ذلك ممكنا."
وتؤكد الدراسة أن الاحتباس الحراري الناجم عن حرق الوقود الأحفوري جعل القارة القطبية الجنوبية أكثر عرضة للأحداث المتطرفة والتأثير "شبه مؤكد" أن يزداد سوءا.
وسيؤدي تغير المناخ إلى زيادة حجم وتواتر موجات الحر، وانهيار الجرف الجليدي، وانخفاض الجليد البحري، بالاعتماد على الأدلة الحديثة من الدراسات العلمية للمحيط المتجمد الجنوبي والغلاف الجوي والغلاف الجليدي والمحيط الحيوي.